إغلاق "مغارة ماريا" ويبقى ملف جرائم قتل النساء مفتوحاً
اختتمت جمعية "نساء ضد العنف" حملتها العالمية "يوم واحد نضال واحد" بعرض الفيلم الوثائقي "مغارة ماريا" للمخرجة الفلسطينية بثينة خوري، حضره المئات من مختلف شرائح المجتمع والأجيال من الناصرة وضواحيها ومن الشمال حتى الجنوب. هدفت الحملة وعرض الفيلم إحياء ذكرى النساء اللواتي قتلن، والتركيز على جرائم قتل النساء والتي وصل عددهن منذ عام 1986 وحتى اليوم إلى 112 امرأة. وللتشديد على أن لكل منهن اسم وكانت لهن حياة قد سلبت ولسن مجرد أرقام. هذا وقامت بدعم هذا النشاط الجمعيات النسوية؛ كيان-تنظيم نسوي، معا-اتحاد الجمعيات النسوية العربية في النقب، جمعية نعم، جمعية أصوات، جمعية الزهراء وحركة النساء الديمقراطيات، انطلاقاً من أهميته ومن ضرورة توحيد الجهود النسوية والمجتمعية في مكافحة قتل النساء.
يجدر ذكره أن الحملة العالمية " يوم واحد نضال واحد" نظمها "ائتلاف الجنسانية العالمي"، بمشاركة "نساء ضد العنف" إلى جانب أكثر من 20 جمعية ومؤسسة نسوية في 11 دولة في العالم للتأكيد على حق النساء على جنسانيتهن وجسدهن، من خلال طرح مواضيع حارقة في المجتمعات المختلفة كجرائم الشرف، العنف ضد النساء، القوانين التعسفية بحق النساء في الحياة، الحق في التعلم، الحق في المساواة الجنسية والجسدية. وقد اختارت جمعية "نساء ضد العنف" موضوع جرائم قتل النساء كأحد القضايا الحارقة التي عالجتها وتعالجها منذ تأسيسها وحتى اليوم.
افتتحت عرض الفيلم عايدة توما-سليمان؛ مديرة جمعية نساء ضد العنف، وشددت على أهمية التحرك نحو رفع صوتنا عالياً ضد جرائم قتل النساء كما تُرفع أصواتنا في جرائم القتل الأخرى. وأضافت:" للأسف مجتمعنا يعطي شرعية لقتل النساء حتى ولو كانت شرعية صامتة ولا يجري الحديث عنها، ولكنها موجودة، وبصمتنا نحن ننميها. الحملة جاءت تأكيدا على أن لكل منا كنساء حياة ولسنا مجرد أرقام، وإنما نساء مبدعات، مربيات أجيال، عاملات ومفكرات نقتل فقط لكوننا نساء."
وفي مكالمة هاتفية لمخرجة فيلم "مغارة ماريا" بثينة خوري، عبرت عن تأثرها للجمهور الكبير الذي حضر لمشاهدة الفيلم وأضافت: "تمنيت لو كنت بينكم، ولكن لم احصل على تصريح للحضور إلى الناصرة، فالجدار والحصار يقوم بتشريدنا كنساء وكأبناء شعب واحد، ويمنعنا من التواصل مع بعضنا، ولكن عبر أعمالنا وأفلامنا وانتاجاتنا يمكننا التواصل معاً ونشر معاناتنا، رغم كل القيود التي تفرض علينا كفلسطينيين في ظل الاحتلال."
يحكي فيلم "مغارة ماريا" والذي يكسر حاجز الصمت، قصص حقيقية لنساء قتلن على خلفية ما يسمى "بشرف العائلة"، وقصص لنساء معرضات للقتل فقط لكونهن أردن تحقيق حلمهن. الفيلم يعرض قصة ماريا التي قتلها شك أهلها، وطالبوا الثوار قتلها عام 1936 داخل ساحة كنيسة، وتبين بعد ذلك أنها بريئة. وقصة هيام التي قتلها أهلها لحملها خارج أطار الزواج ودفنها على أنها قتلت بنوبة قلبية، ليتبين بعد ذلك من خلال فحص التشريح أنها أُجبرت على تناول السم لتُقتل حيث كانت في شهرها الثامن من الحمل. إضافة لقصة عبير مغنية "الهيب هوب" والتي تعرضت لتهديد المجتمع ومُنعت من اعتلاء المسرح مع أعضاء الفرقة(DAM). وينتهي الفيلم بلقطة إغلاق مغارة ماريا وداخلها هيكلها العظمي، بينما يبقى ملف قتل النساء مفتوحاً
يشار إلى انه وخلال الحملة العالمية شاركت نشيطات ومتطوعات من الجمعية في محطات توزيع وضعت في المستشفيات، الكليات، الجامعيات والمحاكم، حيث قمن من خلالها بتوزيع منشورات ومواد توعوية عن الجمعية والحملة العالمية. وقامت الجمعية بنشر البيانات والحملات الإعلامية الخاصة بالحملة في الصحف والمواقع الالكترونية المختلفة، وإصدار ملصق إعلاني يحوي أسماء جميع النساء اللواتي قتلن منذ عام 1986 وحتى اليوم فقط لكونهن نساء.